اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . logo إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
shape
مجموعة محاضرات ودروس عن الحج
149712 مشاهدة print word pdf
line-top
نصائح لمن نوى الحج

( رحلة الحج )
أخي الحاج، أختي الحاجة إذا عزمت على حج بيت الله الحرام فاجعل إخلاص النية لله عز وجل نصب عينيك، واحرص على إحسان عملك حتى يكون موافقا لهدي رسول الله- صلى الله عليه وسلم-؛ لأن الله تعالى لا يقبل من العبد عبادةً إلا أن تكون مخلصة له، موافقة لسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- .
والحج من أعظم العبادات؛ بل هو ركن من أركان الإسلام، فلا بد فيه من نية خالصة لله تعالى، ومتابعة للنبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وقد نص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على وجوب متابعته في أداء مناسك الحج، فقال: لتأخذوا مناسككم؛ فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه .
واعزم أخي الحاج على التوبة النصوح من حينك، والتوبة النصوح لا بد أن تكون خالصة لله تعالى، يندم فيها العبد على تفريطه، ويقلع عن الذنب فورا إن كان ذنبه فعل معصية، ويقوم بالطاعة إن كان ذنبه تفريطا في طاعة، ويعزم على عدم العود إليه، ويرد الحقوق إلى أهلها إن كان الذنب متعلقا بأخذ حق من حقوقهم، ويتحللهم إن كان الذنب باعتداء عليهم في مال أو جسد أو عرض.
واحرص- رعاك الله- على الرفقة الصالحة في سفرك، وخصص لنفسك وقتا تقرأ فيه كتابا من كتب المناسك، أو تسمع شريطا فيه حتى تؤدي حجك على علم وبصيرة.
واحذر التفريط في تعلم أحكام الحج؛ فإن الجاهل قد يفسد حجه وهو لا يشعر إما بفعل محظور أو ترك مأمور.
واسأل أهل العلم عن ما يُشْكِل عليك من أحكام حجك؛ فقد أمر الله تعالى عباده بسؤال أهل العلم، فقال: فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ .
أخي الحاج، أختي الحاجة إنك ستجتمع مع إخوة لك في الدين في أكبر جمع عرفه المسلمون على وجه الأرض؛ فعليك أن تراعي حقوقهم، وتحفظ حرماتهم، وليسلم المسلمون من لسانك ويدك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه .
ولما وقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في يوم الحج الأكبر في البلد الحرام وخطب الصحابة- رضي الله عنهم- وبين لهم أهم أمور دينهم، قال صلى الله عليه وسلم: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا .

line-bottom